معنى قوله دون القياس أي المجرد عن اتباع الرسم كما مثل به وليس معناه وإن خالف القياس كما توهمه بعضهم فإن اتباع الرسم لا يجوز إذا خالف قياس العربية كما بينا ونبين ولا بد حينئذ من معرفة كتابة الهمز ليعرف ما وافق القياس في ذلك مما خالفه فاعلم أن الهمزة وإن كان لها مخرج يخصها ولفظ تتميز به فإنه لم يكن لها صورة تمتاز كسائر الحروف ولتصرفهم فيها بالتخفيف إبدالا ونقلا وإدغاما وبين بين كتبت بحسب ما تخفف به فإن كان تخفيفها ألفا أو كالألف كتبت ألفا وإن كان ياء أو كالياء كتبت ياء وإن كان واوا أو كالواو وكتبت واوا وإن كان حذفا ينقل أو إدغام أو غيره حذفت ما لم تكن أولا فإن كانت أولا كتبت ألفا أبدا إشعارا بحالة الابتداء إذا كانت فيه لا يجوز تخفيفها بوجه هذا هو الأصل والقياس في العربية ورسم المصحف وربما خرجت مواضع عن القياس المطرد لمعنى فما خرج من الهمز الساكن اللازم في المكسور ما قبله (ورءيا) في سورة مريم حذفت صورة همزتها وكتبت بياء واحدة قيل اكتفاء بالكسرة. وذكر بعضهم في هذا الباب (لا تايسوا من روح الله إنه لا ييأس، وأفلم ييأس الذين) وليس كذلك، فإن الألف في هذه المواضع الثلاثة لا تعلق لها بالهمز بل تحتمل أمرين إما أن تكون رسمت على قراءة ابن كثير وأبي جعفر من روايتي البزي وابن وردان كما تقدم في باب الهمز المفرد والأمر الثاني أنه قصد بزيادتها أن يفرق بين هذه الكلمات وبين يئس ويئسوا فإنها لو رسمت بغير زيادة لاشتبهت بذلك ففرق بين ذلك بألف كما فرق بزيادة الألف في مائة للفرق بينه وبين منه ولتحتمل القراءتين أيضا وكذلك زيادة الألف في: (لشآي) في الكهف أو فيها وفي غيرها وفي (وجئ) لا مدخل لها هنا والله تعالى أعلم.
وأما على قراءة نافع ومن معه فإن الألف فيها زائدة لوقوعها بعد واو الجمع كما هي في (قالوا وشبهة) وحذف إحدى الواوين تخفيفا لاجتماع المثلين على القاعدة (وهزوا وكفوا) فكتبتا على الأصل بضم العين فصورت على القياس ولم تكتب على قراءة من سكن تخفيفا على أن هذه الكلمات السبع لم تصور الهمزة فيها صريحا إلا في (موئلا) قطعا وفي إن تبوءا باثمي في أقوى الاحتمالين. وإن كان حسابك للزهرة وعطارد فأدخل حاصتهما المعدلة إلى تلك الجداول وخذ ما بإزائها في جدول الميل وجدول الانحراف فأثبت كل واحد منهما على حاله فإن كان حسابك للزهرة فاتركه على رسمه وإن كان لعطارد خاصة وكان المركز المعدل بالجدول الثالث يقع في النصف الأعلى المذكور فانقص من الانحراف وحده فقط مقدار العشر منه أعني جزءاً من عشرة أجزاء منه فإن كان يقع في النصف الأسفل فزد على الانحراف وحده فقط جزءاً من عشرة أجزاء منه فما بلغ بعد الزيادة أو النقصان فهو انحراف عطارد المعدل فأثبته بدل الذي كان حصل لك من الجدول وأبطل الأول ثم زد على المركز المعدل بالجدول الثالث في الزهرة ص وفي عطارد ر ع فما حصل معك بعد إلقاء الدور إذا كان أكثر من الدور فادخله في تلك الجداول وخذ ما بإزائه في الجدول التاسع المرسوم بحصص العرض للجميع فما حصل لك من الدقائق فاعرف مقداره من ستين فما كان فخذ بقدره من الميل الذي أثبت فما حصل فهو العرض الأول فاحفظه فإن كان عدد المركز المعدل بزيادة الكوكب الذي عرفت به دقائق الجدول التاسع وخاصة الكوكب المعدلة يقعان جميعاً في نصف واحد أي النصفين كان إما الأعلى وإما الأسفل فإن ذلك العرض الذي أثبت جنوبي وإن اختلفا وكان أحدهما في نصف والآخر في نصف آخر فإن ذلك العرض شمالي فاعرفه بجهته ثم خذ المركز المعدل بالجدول الثالث أما في الزهرة فكما هو على حاله وأما في عطارد فبزيادة قف فأدخل ما حصل لك من المركز بعد إلقاء الدور إن فاقه في تلك الجداول أيضاً وخذ ما بإزائه من دقائق الحصص المرسومة في الجدول التاسع فأثبتها في موضعين واعرف أحد الموضعين من ستين فما كان فخذ بقدره من الانحراف فما بلغ فهو العرض الثاني فأثبته فإن كان العدد الذي عرفت به هذه الدقائق وقع في النصف الأعلى والحاصة المعدلة أقل من قف فإن الذي حصل لك من العرض الثاني شمالي وإن كانت الحاصة أكثر من قف فإن العرض جنوبي وإن كان واقعاً في النصف الأسفل والحاصة أقل من قف فإن العرض جنوبي وإن كانت أكثر من قف فإنه شمالي ثم خذ من تلك الدقائق التي أثبتها في الموضع الآخر كان حسابك للزهرة فسدسها وهو أبداً شمالي وإن كان حسابك لعطارد فنصفها وربعها وهو أبداً جنوبي فما حصل من هذه العروض الثلثة في جهة واحدة فاجمعها وإن خالف فألق الأقل من الأكثر واعف جهة ما يبقى فهو الحاصل من العرض للكوكب في الجهة التي يحصل فيها واعلم أن جميع عرض زحل في الشمال على ما وجده بطليموس ج ب وفي الجنوب ج هـ وجميع عرض المشتري في الشمال ب د وفي الجنوب ب ح وجميع عرض المريخ في الشمال د كا وفي الجنوب ز ز.
وأما (المؤدة) فرسمت بواو واحدة لاجتماع المثلين وحذفت صورة الهمزة فيها على القياس وكذلك في (مسؤلا) والعجب من الشاطبي كيف ذكر (مسؤلا) مما حذفت منه إحدى الواوين وكذلك حذف ألف (قرآنا) في أول سورة يوسف والزخرف بعد الهمزة كما كتبت في بعض المصاحف فما حذف اختصارا للعلم به فليس من هذا الباب وكذلك حذف في بعضها من (وقرآنا فرقناه) في سبحان. وقال بعض أئمتنا في حذفهما تنبيه على أن ابتاع الخط ليس بواجب ليقرأ القارئ بالإثبات في موضع الحذف، ولا حذف في موضع الإثبات إذا كان ذلك من وجوه القراءات وكذلك حذفت صورة الهمزة من (امتلات) في أكثر المصاحف تخفيفا. الذي ذكره بعض القراء التخفيف الرسمي ذهب إليه جماعة من أهل الأداء كالحافظ أبو عمرو الداني وشيخه أبي الفتح فارس بن أحمد وأبي محمد مكي بن أبي طالب وأبي عبد الله بن شريح وأبي القاسم حيوان بحرف ب الشاطبي ومن تبعهم على ذلك من المتأخرين. فما رسم منه بالواو وقف عليه بها أو بالياء فكذلك أو بالألف فكذلك وهذا مذهب أبي الفتح فارس بن أحمد وغيره واختيار الحافظ أبي عمرو كما أذكره.
وأجمعوا على رسم تراء من قوله تعالى (فلما تراء الجمعان) في الشعراء بألف واحدة واختلف علماؤنا في الألف الثابتة والمحذوفة هل الأولى أم الثانية فذهب الداني إلى أن المحذوفة هي الأولى وإن الثانية هي الثابتة ووجه بثلاثة أوجه: أحدها أن الأولى زائدة والثانية أصلية والزائد أولى بالحذف والأصلي أولى بالثبوت، والثاني أنهما ساكنان وقياسه تغيير الأولى والثالث أن الثانية قد أعلت بالقلب فلا تعل ثانيا بالحذف لئلا يجتمع عليها إعلالان. وأجابوا عن الأولى بأن الزائد إنما يكون أولى بالحذف من الأصلي إذا كانت الزيادة لمجرد الوسع. وذهب غيره إلى أن الثانية هي الأولى وأن الثانية هي المحذوفة واستدلوا بخمسة أوجه: جواهر طبيعية أحدها أن الأولى تدل على معنى وليست الثانية كذلك فحذفها أولى، والثاني أن الثانية طرف والطرف أولى بالحذف والثالث أن الثانية حذفت في الوصل لفظا فناسب أن تحذف خطأ، والرابع أن حذف إحدى الألفين إنما سببه كراهية اجتماع المثلين والاجتماع إنما يتحقق بالثانية فكأن حذفها أولى، والخامس أن الثانية لو ثبتت لرسمت ياء لأنها قياسها لكونها منقلبة عن ياء. قال إذا أردت أن تعلم تشريق الكواكب وتغريبها وهو الطلوع والاختفاء فأما زحل والمشتري والمريخ فإذا كانت حاصة كل واحد منهم من ة إلى قف فهو في طلوع الغدوات ومنم قف إلى شس فهو في غروب العشيات ز وأما الزهرة وعطارد فلمدارهما حول الشمس وسرعة حركتهما وإبطائهما يكون لهما عند الشمس أربعة أشكال فأما الزهرة فإنه إذا كانت حاصتها المعدلة من ة إلى قلز فهي في طلوع العشيات وذلك حين ترى على أفق المغرب وهي عند ذلك أسرع حركة من الشمس وهي من قلز إلى قف في غروب العشيات وذلك حين تبطئ وترجع وتلحقها الشمس ومن قف إلى ر كج في طلوع الغدوات وهي عند ذلك أبطأ حركة من الشمس ومن ر كج إلى شس وتغرب بالغدوات حتى تلحق الشمس وتختفي بالشعاع وهي عند ذلك أسرع حركة من الشمس.
When you loved this post and you wish to receive details about جواهر الطبيعة generously visit our own site.