وأما العينان فالناس كلهم مجمعون على أن داخل العينين لا يلزم غسله ، إلا ما روي عن عبدالله بن عمر أنه كان ينضح الماء في عينيه ؛ وإنما سقط غسلهما للتأذي بذلك والحرج به ؛ قال ابن العربي : ولذلك كان عبدالله بن عمر لما عمي يغسل عينيه إذ كان لا يتأذى بذلك ؛ وإذا تقرر هذا من حكم الوجه فلا بد من غسل جزء من الرأس مع الوجه من غير تحديد ، كما لا بد على القول بوجوب عموم الرأس من مسح جزء معه من الوجه لا يتقدر ؛ وهذا ينبني على أصل من أصول الفقه وهو : "أن ما لا يتم الواجب إلا به واجب مثله" والله أعلم. وقد يمكن أن تتغير على طول الزمان عن حال ما هي عليه في الاتساع والانضمام والاعوجاج وما شاكله في ذلك فإن الذي يقع من قبل ذلك من الخطأ يتهيأ أن يزيد وينقص بحسب القلة والكثرة فإذا قيس بعد ذلك بقياس صحيح لاشك فيه فلا بد أن يجتمع فيه بعد في مثل تلك المدة التي بين الوقتين مثل ذلك الخطأ الأول إن كان جارياً على رسم واحد لا يتغير عنه وإنما تصح الأشياء التي هذه سبيلها إذا كان القياس بآلتين متقنتين في سائر أمورهما أو بآلة واحدة صحيحة لم تتغير عن الحالة الأولى في شيء من الأشياء وإن الذي يكون فيها من تقصير الإنسان في طبيعته عن بلوغ حقائق الأشياء في الأفعال كما يبلغها في القوة يكون يسيراً غير محسوس عند الاجتهاد والتحرز ولا سيما في المدد الطوال وقد يعين الطبع وتسعد الهمة وصدق النظر وإعمال الفكر والصبر على الأشياء وإن عسر إدراكها وقد يعوق عن كثير من ذلك قلة الصبر ومحبة الفخر والحظوة عند ملوك الناس بإدراك ما لا يمكن إدراكه على الحقيقة في سرعة أو أدراك ما ليس في طبيعته أن يدركه أحد.
قال الليث: يقال لكل قطعة من المِسْك حَصاة.وفي أَسماء الله تعالى: المُحْصِي؛ هو الذي أَحْصَى كلَّ شيءٍ بِعِلْمِه فلا يَفُوته دَقيق منها ولا جَليل. والحَصَاةُ: القِطْعة من المِسْك. والحَصَاةُ: العَقُْل والرَّزانَةُ. يقال: هو ثابت الحَصاةِ إذا كان عاقلاً. وفلان حَصِيٌّ وحَصِيفٌ ومُسْتَحْصٍ إذا كان شديد العقل. قال الأَزهري: المعروف في الحديث والرواية الصحيحة إلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِم، وقد ذكر في موضعه، وأَما الحَصَاة فهو العقل نفسهُ. ابن سيده: الحَصَاة من الحجارة معروفة، وجمعها حَصَياتٌ وحَصىً وحُصِيٌّ وحِصِيٌّ؛ وقول أَبي ذؤَيب يصف طَعْنَةً: مُصَحْصِحَة تَنْفِي الحَصَى عن طَرِيقِها، يُطَيِّر أَحْشاء الرَّعيبِ انْثِرَارُها يقول: هي شديدة السَّيَلان حتى إنه لو كان هنالك حَصىً لدفعته. وقال المُبرد: حاشى قد تكون فعلاً؛ واستدل بقول النابغة: ولا أَرى فاعِلاً في الناس يُشْبِهُه، وما أُحاشي من الأَقْوام من أَحَدِ فتصرُّفه يدل على أَنه فعل، ولأَنه يقال حاشى لزيدٍ، فحرف الجر لا يجوز أَن يدخل على حرف الجر، ولأَن الحذف يدخلها كقولهم حاشَ لزيدٍ، والحذف إِنما يقع في الأَسماء والأفعال دون الحروف؛ قال ابن بري عند قول الجوهري قال سيبويه حاشى لا تكون إِلا حرف جر قال: شاهده قول سَبْرة بن عمرو الأَسَدي: حاشَى أَبي ثَوْبانَ، إِنَّ به ضَنّاً عن المَلْحاة والشَّتْمِ قال: وهو منسوب في المُفَضَّلِيّاتِ للجُمَيْح الأَسَدي، واسمه مُنْقِذُ بن الطَّمّاح؛ وقال الأُقَيْشِر: في فِتْيةٍ جعَلوا الصليبَ إِلَهَهُمْ، حاشايَ، إِني مُسْلِمٌ مَعْذُورُ المعذور: المَخْتُون، وحاشَى في البيت حرف جر، قال: ولو كانت فعلاً لقلت حاشاني.
وقال الفراء في قوله تعالى: قُلْنَ حاشَ للهِ؛ هو من حاشَيْتُ أُحاشي. والمَحاشي: أَكْسية خَشِنة تَحْلِقُ الجَسدَ، واحدتها مِحْشاةٌ؛ وقول النابغة الذُّبياني: إِجْمَعْ مِحاشَكَ يا يَزِيدُ، فإِنني أَعْدَدْتُ يَرْبُوعاً لكم وتَمِيما قال الجوهري: هو من الحَشْوِ؛ قال ابن بري: قوله في المِحاشِ إِنه من الحَشْوِ غلط قبيح، وإِنما هو من المَحْش وهو الحَرْقُ، وقد فسر هذه اللفظة في فصل محش فقال: المِحاشُ قوم اجتمعوا من قبائل وتحالَفُوا عند النار. ولَحْمٌ مُعَرَّصٌ أَي مُلْقىً في العَرْصة للجُفوفِ؛ قال المخبَّل: سَيَكْفِيكَ صَرْبَ القومِ لحمٌ مُعَرَّصٌ وماءٌ قُدورٍ، في القِصاع، مَشِيبُ ويروى مُعَرَّضٌ، بالضاد، وهذا البيت أَورده الأَزهري في التهذيب للمخبَّل فقال: وأَنشد أَبو عبيدة بيت المُخَبَّل، وقال ابن بري: هو السُّليك بن السُّلَكة السعدي. وفلان ذو حَصاةٍ وأَصاةٍ أَي عقلٍ ورَأْيٍ؛ قال كعب بن سَعْد الغَنَوي: وأَعْلَم عِلْماً، ليس بالظَّنِّ، أَنَّه إذا ذَلَّ مَوْلَى المَرْءِ، فهُوَ ذَلِيلُ وأَنَّ لِسانَ المَرْءِ، ما لم يَكُنْ له حَصَاةٌ، على عَوْراتِهِ، لَدَلِىلُ ونسبه الأَزهري إلى طَرَفة، يقول: إذا لم يكن مع اللسان عقل يحجُزه عن بَسْطِه فيمحيوان بحرف ا لا يُحَبُّ دلَّ اللسان على عيبه بما يَلْفِظ به من عُورِ الكلام. وفي الحديث: نَهَى عن بَيْعِ الحَصَاة، قال: هو أَن يقول المشتري أَو البائع إذا نَبَذْتُ الحَصاةَ إليك فقد وَجَب البيعُ، وقيل: هو أَن يقول بِعْتُك من السِّلَع ما تَقَعُ عليه حَصاتُك إذا رميت بها، أَو بِعْتُك من الأَرض إلى حيثُ تَنْتَهي حَصاتُك، والكُلُّ فاسد لأَنه من بيوع الجاهلية، وكلها غَرَرٌ لما فيها من الجَهالة.والحَصَاةُ: داءٌ يَقع بالمَثانة وهو أَن يَخْثُرَ البولُ فيشتدَّ حتى يصير كالحَصاة، وقد حُصِيَ الرجلُ فهو مَحْصِيٌّ.
وبين هذا الموضع وفسطاط مصر سبعة أيام، ثم يدور تلقاء الجنوب إلى القصير وهو مرسى للمراكب مقابل قوص بينهما خمسة أيام ثم يدور في شبه الدائرة إلى عيذاب وأرض البجاء ثم يتصل ببلاد الحبش، فإذا تخيل الخليج الضارب إلى البصرة والخليج الداخل إلى القلزم كانت جزيرة العرب بين الخليجين يحيطان بثلاثة أرباع بلاد العرب. وقال الشافعي : المعلم هو الذي إذا أشلاه صاحبه انشلى ؛ وإذا دعاه إلى الرجوع رجع إليه ، ويمسك الصيد على صاحبه ولا يأكل منه ؛ فإذا فعل هذا مرارا وقال أهل العرف : صار معلما فهو المعلم. قال أبو إسحاق النجيرمي في أماليه: العرب تقول لا أبرح بريصي هذا أي مقامي هذا. وقال البلاذري سلمان بن ربيعة الباهلي وتجاوزها ولقيه خاقان في جيشه خلف بلنجر فاستشهد هو وأصحابه وكانوا أربعة آلاف، وكان في أول الأمر قد خافهم الترك وقالوا: إن هؤلاء ملائكة لا يعمل فيهم السلاح فاتفق أن تركيا اختفى في غيضة ورشق مسلما بسهم فقتله، فنادى في قومه أن هؤلاء يموتون كما تموتون فلم تخافوهم فاجترؤا عليهم وأوقعوهم حتى استشهد عبد الرحمن بن ربيعة وأخذ الراية أخوه، ولم يزل يقاتل حتى أمكنه دفن أخيه بنواحي بلنجر ورجع ببقية المسلمين على طريق جيلان. وسيأتي حك تسهيله بالروم واتباع الرسم آخر الباب إن شاء الله تعالى.
If you have any kind of questions regarding where and how you can make use of جواهر الطبيعة, you can call us at our own web page.