وروى حيوان بحرف طاهر بن غلبون وابن الفحام إدغام (أنزل لكم في الموضعين) وهو الذي في المبهج وفي الكفاية عن الكارزيني. وهذا الذي ذكره في جامع البيان عن شيخه ابن غلبون يخالف ما نص عليه في التيسير فإنه نص فيه أي السكت على لام التعرف وبه قرأ على أبي الحسن بالسكت على لام التعريف و (شيء وشيئا) حيث وقعا لا غير وقال في الجامع إنه قرأ عليه بالسكت على لام التعريف خاصة فإما أن يكون سقط ذكر شيء من الكتاب فيوافق التيسير أو يكون مع المد على شيء فيوافق التذكرة والله أعلم. وروى عنه الاختلاس باقي أصحابه فيكون له فيهما ثلاثة أوجه واختلف أيضا عن يعقوب فروى عنه الاختلاس فيهما أبو الحسن طاهر بن غلبون وأبو عمرو الداني وغيرهما وذلك قياس مذهبه. فرافقه حمزة على إدغام التاء في أربعة مواضع من غير إشارة: (والصافات صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا)، (والذاريات ذروا) واختلف عن خلاد عنه في: (فالملقيات ذكرا، فالمغيرات صبحا) فرواهما بالإدغام أبو بكر بن مهران عن أصحابه عن الوزان عن خلاد. وحكاه الإمام أبو الفضل الرازي واستشهد به للإدغام مع تحقيق الهمز (قلت) هو روايية الزبيري عن روح ورويس وسائر أصحابه عن يعقوب (تنبيه) إذا ابتدئ ليعقوب بقوله (تتمارى) المتقدمة.
في النساء أدغم التاء منه في الطاء أبو عمرو وحمزة وليس إدغامه لأبي عمرو كإدغام باقي الباب بل كل أصحاب أبي عمرو مجمعون على إدغامه من أدغم منهم الإدغام الكبير ومن أظهره، وكذلك قال الداني ولم يدغم أبو عمرو من الحروف المتحركة إذا قرأ بالإظهار سواه انتهى كما ذكرنا في التاء من المتقاربين وقد قدمنا أن بعضهم جعله عنده من السواكن ولم يجعله من الكبير. وإن أردت معرفة الطالع من قبل هذه القوس الراجعة فانقصها من مطالع درجة الشمس في الفلك المستقيم إذا كان القياس من قبل نصف النهار وزدها على المطالع إذا كان القياس من بعد نصف النهار فما بلغت المطالع عرفت بها الطالع ووسط السماء وذلك بأن تقوس هذه المطالع في الإقليم وفي الفلك المستقيم وتعلم ما يقابلها من درج البروج على الجهة المذكورة في باب معرفة درج البروج من قبل أزمان المطالع. وقال السخاوي إن ذلك لم يقله أبو عمرو عن يقين بل عن غليه ظن وعدم اطلاع ثم قال وقد رأيت هذه المواضع في المصحف الشامي كما ذكره الغازي بن قيس (قلت) وكذلك رأيتها أنا فيه وقد نص الشاطبي وغيره على رسم (هي ويهي) بباءين والله أعلم. وقد خرج مواضع من هذه الأصول المذكورة نذكرها مستوفاة إن شاء الله وذلك بعد أن نبين اختلافهم في الهاء الواقعة بعد كل ساكن قبل متحرك فنقول لا يخلو الساكن قبل الهاء من أن يكون ياء أو غيرها فإن كان ياء فإن ابن كثير يصل الهاء بياء في الوصل وإن كان غير ياء وصلها ابن كثير أيضا بواو وذلك نحو (فيه هدى.
ولابن ذكوان وجهان وهما الصلة والاختلاس، ولهشام الثلاثة: الإسكان والاختلاس والصلة وانفرد بذلك أبو بكر الشذائي عن ابن بويان عن أبي نشيط عن قالون فخالف سائر الرواة عن أبي نشيط وكذا اختلافهم في (فألقه إليهم) إلا أن حفصا سكن الهاء مع من أسكن فيكون عاصم بكماله يسكنها، وكذا سكنها الحنبلي عن هبة الله في رواية عيسى ابن وردان مع من أسكنها عنه فيكون على إسكانها النهرواني وابن هارون والحنبلي كلهم عن ابن وردان، ويكون على قصرها عنه ابن العلاف وابن مهران والحمامي وكذا روى الأهوازي عنه. والوجهان الصحيحان ذكرهما الشاطبي ومن تبعه واختلف عن الصوري عن ابن ذكوان فروى الخمسة عن المطوعي عنه بالاختلاس وكذا روى زيد بن علي من طريق غير أبي العز وأبو بكر القباب كلاهما عن الرملي عن الصوري وبذلك قطع له الحافظ أبو العلاء وصاحب الإرشاد فيما رواه عن غير زيد وهو الذي لم يذكر صاحب المنهج عن ابن ذكوان من طريق الداجوني سواه وهو رواية الثعلبي عن ابن ذكوان وروى عنه زيد من طريق أبي العز وغيره بالإشباع.
وبالقول الثاني قطع سائر أئمة أهل الأداء من مؤلفي الكتب وحكاه أيضا الشاطبي رحمه الله تعالى وهو اختياري لأني لم أجد نصا يقتضي خلافه ولأنه الأقرب إلى حقيقة الإدغام وأصرح في اتباع الرسم وبه ورد نص الأصبهاني وانفرد ابن مهران عن قالون بالإدغام المحض كقراءة أبي جعفر وهي رواية أبي عون عن الحلواني وأبي سليمان وغيره عن قالون، والجمهور على خلافه والله اعلم. وبالأول قطع الشاطبي وقال الداني إنه هو الذي ذهب إليه أكثر العلماء من القراء النحويين، قال وهو الذي أختاره وأقول به قال وهو قول أبي محمد اليزيدي وأبي حاتم النحوي وأبي بكر ابن مجاهد وأبي الطيب أحمد بن يعقوب التائب وأبي طاهر بن أبي هاشم وأبي بكر بن أشتة وغيرهم من الجلة وبه ورد النص عن نافع من طريق ورش انتهى. وروى النخاس في الإرشادين والمصباح وغاية أبي العلاء إدغام (نزل الكتاب بالحق وإن الذين) واستثنى ذلك الكارزيني في الكفاية عن النخاس وهو الصحيح وذكره في الإرشاد للقاضي ولم يذكر في الروضة عن رويس في إدغامها خلافا ونص عليه الحمامي في الكامل ولم يذكر في المستنير عن رويس سواه. وسكن الهاء من (يتقه) أبو عمرو و أبو بكر (واختلف) عن هشام وخلاد وابن وردان، فأما هشام فالخلاف عنه كالخلاف في الخمسة الأحرف المتقدمة بأوجهه الثلاثة، وأما خلاد فنص على الإسكان له أبو بكر بن مهران، وأبو العز القلانسي في كفايته، أبو طاهر بن سوار والحافظ أبو العلاء وصاحب المبهج والروضة وسائر العراقيين وهو الذي قرأ به الداني على أبي الفتح وبه قرأ ابن الفحام على الفارسي والمالكي عن الحمامي، إلا أن سبط الخياط ذكر الإسكان عن حمزة بكماله، وهو سهو، فقد نص شيخه الشريف أبو الفضل على الإسكان لخلاد وحده، ونص له على الصلة صاحبا التلخيص وصاحب العنوان والتبصرة والهداية والكافي والتذكرة وسائر المغاربة، وبه قرأ الداني على أبي الحسن ونص له على الوجهين جميعا صاحب التيسير، وتبعه على ذلك الشاطبي وأما ابن وردان فروى عنه الإسكان النهرواني وابن هارون الرازي وهبة الله، وهو الذي نص عليه الحافظ أبو العلاء وروى عنه الإشباع ابن مهران وابن العلاف والوراق، وروى الوجهين جميعا الخبازي، وكسر الهاء من غير إشباع يعقوب وقالون وحفص إلا أن حفصا يسكن الهاء قبلها، ووافقهم على كسر الهاء من غير إشباع هشام في أحد أوجهه الثلاثة المتقدمة، واختلف عن ابن ذكوان وابن جماز فأما ابن ذكوان فالخلاف عنه كالخلاف في الخمسة الأحرف المتقدمة وأما ابن جماز فروى عنه الدوري والهاشمي من طريق الجمال قصر الهاء وهو الذي لم يذكر الهذلي عنه سواه وروى عنه الهاشمي من طريق ابن رزين إشباع كسرة الهاء وهو الذب نص عليه له الأستاذ أبو عبد الله ابن القصاع ولم يذكر ابن سوار عن ابن جماز سواه.
Should you loved this informative article and you want to receive more info relating to حيوان بحرف جيم assure visit our own web page.