كانت بنت المتقلّب بالعزيز المعروفة بستّ الملك كريمة عليه حبيبة إليه لا يردّ لها قولا. وفي هذه السنة ورد الخبر بوفاة أبي الفرج يعقوب بن يوسف وزير صاحب مصر الملقّب بالعزيز. وفي هذه السنة قبض على أبي الفرج محمد بن أحمد بن الزطّى صاحب المعونة ببغداد. وأقام بواسط أيّاما وسار ونزل بمعسكر أبي جعفر ابن الحجاج ودخل البصرة فشاهدها وعاد إلى مخيّمه. » وتقدّم في الحال بالقبض على عيسى بن نسطورس وسائر الكتّاب من النصارى وكتب إلى الشام بالقبض على منشا بن الفرار وجماعة المتصرفين من اليهود، وأمر بردّ الدواوين والأعمال إلى الكتّاب المسلمين والتعويل في الإشراف عليهم في البلاد. فضبط الأمور وجمع الأموال ومال إلى النصارى وولّاهم الأعمال وعدل عن الكتّاب والمتصرّفين من المسلمين، واستناب بالشام يهوديا يعرف بمنشا بن إبراهيم بن الفرار، فسلك منشا مع اليهود سبيل عيسى مع النصارى، واستولى أهل هاتين الملّتين على جميع الأعمال. « يا مولانا، بالذي أعزّ النصارى بعيسى بن نسطورس واليهود بمنشا بن الفرار وأذلّ المسلمين بك إلّا نظرت في أمري. فأشار عليه بمصالحة ابن مروان وموادعته والانكفاء عن ديار بكر فأبى أبو طاهر إلّا معاودة حربه مع جمع كثير من بنى عقيل ونمير، واضطرّ أبو عبد الله إلى مساعدته كما ينصر الأخ أخاه ظالما ومظلوما. وورد أبو عبد الله الحسين بن علي بن عبدان نائبا عن صمصام الدولة بالحضرة وناظرا فيما أفرد له من الإقطاع بالعراق، وعوّل على أبي سعد بندار ابن الفيروزان في النيابة عن بهاء الدولة بفارس.
وعوّل على أبي عبد الله ابن طاهر في النيابة عن الوزير أبي نصر سابور ببغداد فلم يستقم ما بينه وبين أبي نصر خواشاذه واستمرّ الفساد بينهما إلى أن عاد بهاء الدولة، فقبض عليهما على ما يأتى ذكره في موضعه. وعوّل بعد قتل ابن الزطّى على أبي محمد الحسن بن مكرم الحاجب وخلع عليه، فأبان فيها أثرا جميلا وأخذ العيّارين والدّعّار أخذا شديدا بعد أن كان قد استشرى أهل الفساد. كان رأى أبي الحسن المعلّم فاسدا في الوزير أبي منصور، وإنّما أقرّه على الوزارة تأنيسا لأبي القاسم العلاء بن الحسن وتقريرا لحيلة تتمّ عليه. فإنّه كان من الأشرار وما آل إليه الأشرار من البوار، وإنّما العجب من استيلاء المعلّم على بهاء الدولة واستيلاء المرأة على المعلّم حتى يلعبا بالرجال ويتحكّما بالدماء والأموال. وكثرت الطوائل لديه واجتمعت الكلمة عليه وأطمع بهاء الدولة وأبو الحسن الكوكبي المعلّم في ماله وكثر عندهما مبلغ حاله فقبض عليه واعتقل في الخزانة وكرّر الضرب عليه أيّاما. وورد عليه خبر وفاة أبي طاهر أخيه، فجلس لعزائه. كان من المفترض أن أتعلم مهنة أبي، وكان تعليمي سيقتصر على ما يلزم للصلاة، لولا أن الملا الذي كان أبي يحلق رأسه كل أسبوع مجاناً، كما كان يقول: من أجل حب الله ورسوله، أراد أن يرد الجميل فصار يعلمني القراءة والكتابة في مدرسة الجامع القريب الذي كان يقوم عليها.
فأذن في ذلك وعبر بالرجل إلى الجانب الغربي وحمل رأسه إلى المعلّم، فأنفذه إلى محمد بن مكرم فوضعه في غد في دهليزه ليشاهده الناس. فلمّا فعل بفارس ما فعله ووقع اليأس من خداعه بعد كشف قناعه، قدّم على القبض على الوزير أبي منصور ما كان أخّر، وعوّل على أبي نصر سابور بن أردشير في النظر وخلعت عليه خلع الوزارة ونقل الوزير أبو منصور إلى الخزانة ونزل أبو نصر سابور داره. وفيها سار بهاء الدولة متوجّها إلى شيراز بعد استتباب أبي نصر خواشاذه في خلافته ببغداد وخلع عليه وطرح له دستا كاملا في دار المملكة الأولى وثلاث مخادّ في الدار الداخلة وما رئي أحد من الوزراء والأكابر جلس في هذه الدار على مثل ذلك، وكتب له عهد ذكر فيه ب « شيخنا »، وهو أوّل من خوطب بهذا الاسم من الحواشي. ثم تحرك الموكب بسرعة وحذر إلى الأمام والجميع يتلفتون يميناً ويساراً وهم يبدون علامات الرعب الذي يثيره مجرد اسم التركمان في كل أرجاء بلادنا. فقامت الهيبة واستقامت الأمور على السداد، وأمن البلد وهرب كل ذي ريبة.
» ولم يشغله ما كان فيه من فراق دنياه عن نصح صاحبه ومحبّته وهواه، وكذلك حال كل ناصح صدوق. « أمّا فيما يخصّنى فلا، فإنّك أرعى لحقّى من أن أسترعيك، وأرأف بمخلّفى من أن أوصيك، ولكني أقول لك فيما يتعلق بدولتك: دكتور فيب السعودية سالم الروم ما سالموك واقنع من الحمدانية بالدعوة والسكّة، ولا تبق على المفرّج بن دغفل ابن الجراح متى أمكنت فيه الفرصة. وهذا أبو القاسم الشيرازي يبذل فيه ألف ألف وخمسمائة ألف درهم ويقول: roll upz vape juice إنّ المال لا يصحّ وهو حيّ تخافه أصحاب الودائع. » وحضر الشيرازي وبذل مثل ذلك بلسانه. ووقع الشروع في تقرير أمره فاجتمع أبو القاسم عبد العزيز وأبو محمد ابن مكرم على نصب الحبائل لهلاكه، ووضعا أبا القاسم الشيرازي على أن يضمّنه بمال كثير. واستخدم أبا عبد الله الموصلي مدّة ثم صرفه وقلّد عيسى بن نسطورس وكان نصرانيا. ثم توجّه إلى الأهواز وسيّر أبا العلاء عبيد الله بن الفضل على مقدّمته ومعه جمهور عسكره فصار إلى أرجان ودخلها، وفتح القلعة بالجند وملكها، وكان فيها من أصناف الأموال شيء كثير. وتوجّه أبو العلاء ابن الفضل من أرجان إلى النوبندجان، وهزم من كان بها من عساكر صمصام الدولة وأثبت أصحابه في نواحي فارس. وسارا إلى ابن مروان فواقعاه وكان النصر له قهرهما وأسر أبو عبد الله أسرا ثانيا، فأساء إليه وضيّق عليه واعتقله زمانا طويلا إلى أن كاتبه صاحب مصر في بابه فأطلقه بشفاعته وخطابه ومضى إلى مصر وتقلّد منها ولاية حلب وأقام بتلك الديار حتى توفّى وله بها عقب.
If you loved this write-up and you would like to get additional information with regards to دكتور فيب السعودية kindly pay a visit to our own web-site.